معصية آدم عليه السلام في الجنة تعتبر من أكثر الأحداث تأثيراً في التاريخ البشري، حيث تمثل بداية حياة الإنسان على الأرض. تتباين الرؤى حول السبب الأساسي لهذه المعصية، بين من يراها نتيجة الغفلة وبين من يعتبرها ناتجة عن الإغواء المباشر من الشيطان.
عندما خلق الله آدم عليه السلام وأسكنه الجنة، أمره ألا يأكل من شجرة معينة. إلا أن الشيطان، الذي كان قد أُبعد من رحمة الله بسبب تكبره ورفضه السجود لآدم، سعى لإغواء آدم وحواء، مدعياً أنهما إذا أكلا من الشجرة سيصبحان من الخالدين أو يملكان مُلكاً لا يبلى. هذه الوعود الخادعة تسببت في غفلة آدم وحواء عن تحذير الله، مما أدى إلى الوقوع في الخطأ والأكل من الشجرة المحرمة.
الغفلة هنا لا تعني التهور أو العصيان المتعمد لأمر الله، بل هي نقص في الحذر والانتباه لما يدبره الشيطان من حيل ومكائد. فقد كان الشيطان ماهراً في تزيين الأمر لآدم وحواء، مما جعلهم يصدقون كذبه ويخالفون أمر الله دون قصد سيء.
من جهة أخرى، يُعتبر الإغواء الشيطاني العامل الأساسي في هذه المعصية. فالشيطان استغل نقاط ضعف الإنسان الأولى، وهي رغبته في الخلود والتفوق، ليتمكن من إغرائه بالمخالفة. وهنا يتجلى الدور الشيطاني في زرع الشك والتزيين الباطل للأفعال المحرمة.
وفي النهاية، تمثل معصية آدم درساً عميقاً للبشرية في أهمية الوعي والحذر من مكائد الشيطان. كما تُظهر رحمة الله الواسعة، حيث تاب على آدم وحواء بعد اعترافهما بخطئهما وطلبهما للمغفرة. هذا الحدث يؤكد على قدرة الإنسان على التوبة والرجوع إلى الله مهما كانت الزلات.